عدد الرسائل : 377 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 17/11/2008
موضوع: يقال في المثل : أوفى من السموأل السبت أبريل 18, 2009 2:10 am
الوفاء بالعهد خصلة حميدة ..
ومنقبة شريفة.. قد يتسبب الوفاء لصاحبه بمخاطر, لكن ألم الفقد والمصيبة عند أهل الوفاء ليس بشيئ بجانب ذل الغدر والخيانة..
ومع هذا فالوفاء سبب لرفع الذكر وصون العرض.
ومعنا اليوم قصة رجل يهودي وفى بالأمانة وخاطر بدم ولده وفلذة كبده,
فاقرأمعي !!!
السموأل ابن عادياء رجل يهودي, اشتهر بالوفاء.. وهوالقائل: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه.. فكل رداءٍ يرتديه جميل. ومن وفائه أن امرأ القيس بن حجر الكندي لما أراد الخروج إلى الروم، استودع عند السموأل دروعاً له،
فلما هلك امرؤ القيس،(1)
غزا ملكٌ من ملوك الشام السموأل، فتحصن منه في حصنه، فأخذ الملك ابنا للسموأل خارج الحصن،
وقال له: إما أن تفرج عن وديعة امرئ القيس، وإما أن أقتل ابنك؛
فامتنع السموأل من تسليم الوديعة، فذبح الملكُ ابنه وهو ينظر إليه، ثم انصرف.
ووافى السموأل بالدروع الموسم،(في الحج)
فدفع الدروع إلى ورثة امرئ القيس، وقال: بنى لي عاديا حصناً منيعاً ...... وماءً كلما شئت استقيت وفيت بأدرع الكندي إني ...... إذا ما خان أقوام وفيت وقالوا: إنه كنز رغيب ... ....ولا والله أغدر ما مشيت
وقد أكثر الناس من ضرب المثل به، فمن ذلك قول الأعشى: كن كالسموأل إذ طاف الهُمام به ... في جحفلٍ كسواد الليل جرار بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدّار إذ سامه خُطَّتَيْ خسفٍ فقال له... قل ما تشاء فإني سامعٌ حار فقال: غدرٌ وثكلٌ أنت بينهما ... فاختر وما فيهما حظ لمختار فشكّ غير طويلٍ ثم قال له: ...اقتل أسيرك إني مانع جاري وسوف يُعقْـبُنِيه إن ظفِرتَ به ...ربٌّ كريمٌ وبِيضٌ ذاتُ أطهار لا سِرُّهُنّ لدينا ذاهبٌ هدّراً ...وحافظاتٌ إذا استُودِعْن أسرارِي فاختار أَدْراعَه كَيْلا يُسبَّ بها ...ولم يكن وعْدُهُ فيها بختَّار
المرجع:كتاب: الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أهدى له قيصر جبة مسمومة فلبسها فتقرح جلده ومات بسبب ذالك, وقد كان قيصر يكرمه قبل ذالك, لكنه بلغه عنه أنه يهوى ابنته ويختلف إليها وكان امرؤ القيس يفعل ذالك ثم يخبر أصحابه فحسده أحدهم وطلب منه أن يثبت ذالك بشيئ يدل على صدقه.. فأخذ امرؤ القيس من عند بنت قيصر شيئا من العطر الخاص بقيصر وأهداه لأصحابه, فأخذ الرجل هذا العطر وذهب به إلى قيصر وأخبره فاحتال قيصر لقتله فأهداه تلك الجبة المسمومة..